هذه حقيقة عبر عنها الحسن البصري -رحمه الله تعالى- فقَالَ: " أبى الله إلا أن يذل من عصاه" كل من عصى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ولو كَانَ في وسط صخرة صماء، فإن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يظهر لعباده المؤمنين، ولأوليائه الصالحين، من الذل في وجهه ما يعلمون به أنه عاص لله، وكل من أطاع الله، واتقاه ولو كَانَ أيضاً في صخرة صماء، لا أحد يراه ولا يعلمه، يظهر الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لأوليائه ولعباده الصالحين في وجهه وفي حياته من العزة، والهيبة، والوقار، ما يشعر به كل من رآه ومن عرفه من هَؤُلاءِ الصالحين.
ومن أدمن الذنوب واستسهلها، أصبح حاله كحال المنافق الذي أخبر عنه ابن مسعود رضي الله عنه "أنه يرى الذنب كذباب وقع عَلَى أنفه فَقَالَ به كذا" فهذا يموت قلبه، ويبلد إحساسه، فلا يعرف بعد ذلك معروفاً ولا ينكر منكراً، ثُمَّ يضرب عليه الذل.